النهار

شهد معرض "جيتكس" العالمي 2024 اهتمامًا كبيرًا بتقنيات الذكاء الاصطناعي، حيث تصدّر هذا الموضوع المشهد. وفي إطار أكبر حدث تقني عالمي يُقام في دبي، كشفت شركة "أفايا" (Avaya LLC)  عن خطتها لتطوير مساعد افتراضي يعتمد على الذكاء الاصطناعي لصالح شرطة دبي.

يُعدّ معرض "جيتكس" منصة لاستعراض "فن الممكن"، لا سيما في مجال الخدمات الحكومية. في السنوات السابقة، قدمت الجهات الحكومية في دبي تقنيات متطورة مثل الميتافيرس، الصور المجسّمة، التوائم الرقمية، والطائرات بدون طيار، إلى جانب العديد من الابتكارات الأخرى.

في معرض "جيتكس"، تعرض الهيئات الحكومية في دبي مثل شرطة دبي، وهيئة الطرق والمواصلات، وهيئة كهرباء ومياه دبي، أحدث التقنيات التي تهدف لتحسين حياة المواطنين. يعتمد هذا الابتكار بشكل كبير على الشراكة مع شركات التكنولوجيا، مثل "أفايا"، التي تسهم في تقديم حلول مبتكرة. يُعدّ الابتكار المشترك ممارسة شائعة في الشرق الأوسط، حيث تركّز الحكومات على تقديم تجربة عملاء ممتازة. في الإمارات، تستخدم 80٪ من الوكالات الحكومية تقنيات أفايا لضمان تقديم خدمات عالية الجودة تتماشى مع توجهات الحكومة.

في السياق، أوضح اللواء خالد ناصر الرزوقي، المدير العام لإدارة الذكاء الاصطناعي، أهمية الشراكة. وقال: "شراكتنا المستمرة مع أفايا هي جزء من إطار عملنا للتعاون المشترك مع القطاع الخاص". "هذا مهم بشكل خاص في المشاريع التي تعتمد الذكاء الاصطناعي، والتي تساهم في تقديم أفضل الخدمات للعملاء وإسعادهم".

سيعمل هذا النشر على تحسين تجارب المواطنين وإشراك الموظفين، فضلاً عن تحسين العمليات الداخلية. يعتمد الحلّ على التكنولوجيا من "أفايا" و"كوجنيجي" Cognigy، وهي الشركة الرائدة في حلول خدمة العملاء المدعومة بالذكاء الاصطناعي. على الرغم من وجود العديد من موردي الذكاء الاصطناعي في مجال تجربة العملاء، فإن "كوجنيجي" أصبحت مكونًا أساسيًا لعروض "أفايا".

سيمكّن الحل الجديد شرطة دبي من تشغيل روبوتات الدردشة المتقدّمة، وتنظيم الرحلات عبر نقاط اتصال مختلفة. وسيتم التنفيذ الأوليّ في داخل تطبيق شرطة دبي للجوال، مما يتيح الخدمة الذاتية الديناميكية للاستفسارات الروتينية أثناء التواصل عبر النص بطريقة تشبه الإنسان.

تتوقع شرطة دبي أن يقدّم المشروع، الذي سيتم تنفيذه على مرحلتين، "مجموعة من الفوائد"، بما في ذلك "تنظيم الرحلة بسهولة، مدعومًا بتحليلات تعتمد على الذكاء الاصطناعي، والتي ستقترح تحسينات للبرمجة النصية ورسم خريطة الرحلة بناءً على تاريخ التفاعل".

سيعمل النشر على ترقية الحل الحالي، الذي تم تنفيذه قبل سبع سنوات. مع التنفيذ الحالي، سيتم ضبط نصوص الروبوت وتنظيم الرحلات يدويًا. يعمل الحل القائم على "كوجنيجي" على أتمتة الرحلات الشخصية وتمكين شرطة دبي من إنشاء نظام لتحسين التجربة بشكل مستمر.

في المرحلة الثانية من التنفيذ، ستطرح شرطة دبي الحل عبر العديد من نقاط الاتصال الداخلية والخارجية؛ وسوف تشمل هذه الحلول قنوات صوتية ورقمية يدعمها مركز الاتصال الخاص بها، والمصممة لخلق تجربة موحدة مدعومة بالذكاء الاصطناعي، بغض النظر عن القناة التي يختارها المواطن الذي يحاول التفاعل مع الوكالة.

وقال فادي مبارك، نائب رئيس المبيعات والقنوات في شركة أفايا لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وآسيا الوسطى، إن الشركة تدعم شرطة دبي في جهودها المستمرة للتأكيد على "التجارب الرائعة" في الخدمات الحكومية. وقال: "إن طرح هذا الحل لن يوفر مساعداً افتراضياً متفوقاً قائماً على الذكاء الاصطناعي لتطبيق شرطة دبي المحمول فحسب، بل سيساعد شرطة دبي على تكرار نفس التجربة الرائعة عبر كل نقطة اتصال. سيتم رسم رحلات العملاء وتنظيمها عبر القنوات، مما يضمن الاستمرارية لهذه التجربة".

الذكاء الاصطناعي هو التكنولوجيا الأكثر تحولاً منذ الإنترنت؛ ومن المرجح أن يتجاوز تأثيره الاقتصادي؛ ومن المقرر أن تنقضّ الإمارات العربية المتحدة على الفرصة. وفي الوقت الذي تناقش حكومات الولايات المتحدة وأوروبا الغربية كيفية تنظيم الذكاء الاصطناعي، تهدف الإمارات العربية المتحدة إلى إنشاء 100 شركة ناشئة بحلول عام 2030، وسيكون العديد منها شركات ذكاء اصطناعي. إن نموذج الشراكة بين الحكومة والقطاع الخاص يمكن أن يعمل على تسريع استخدام التكنولوجيا ولكن مع ضمان استخدامها بشكل مسؤول.