تمكن فريق من المهندسين في مختبر بولاية كونيتيكت من تطوير نوع جديد من الروبوتات القادرة على تغيير شكلها، بل وبتر أطرافها، إذا لزم الأمر، لتحرير نفسها من المواقف الصعبة. هذا الروبوت، الذي يمكن أن يوضع في راحة اليد، مصنوع من السيليكون، ويعدّ واحدًا من الروبوتات "الناعمة" الجديدة التي يبتكرها الباحثون في إطار سعيهم لحلّ المشكلات القديمة بطرق جديدة.
يتميّز هذا الروبوت بقدرته على بتر أطرافه بفضل مفاصل مصمّمة تحديداً لهذه المهمة. تتكون هذه المفاصل من مادة لها قوام مطاطيّ عند درجة حرارة الغرفة، مما يجعلها قادرة على ربط الأطراف. لكن عند تسخين المفاصل، تتحول المادة إلى قوام أكثر سيولة، مما يسمح بانفصال الطرف تماماً.
إلى جانب قدرة الروبوت على بتر أطرافه، تستطيع هذه المفاصل العمل بطريقة عكسية، إذ يُمكن لعدة روبوتات أن تندمج معاً. تم إثبات هذه الفكرة عبر دمج ثلاثة روبوتات معاً لعبور فجوة لم يكن بإمكان روبوت واحد عبورها بمفرده. هذه القدرة على الدمج وبتر الأطراف قد تؤدي إلى ثورة في تطوير الروبوتات الناعمة.
بطبيعة الحال، من الصعب ألا نُعجب بالتقدم الذي يحققه العلماء والمهندسون في مجال الروبوتات حاليًا، خاصة بعد أن شهدنا العديد من الروبوتات المصنوعة من مواد صلبة مثل المعدن والبلاستيك. ولكن مع هذا الروبوت الناعم الجديد، يأمل الباحثون في استخدام مواد قابلة للتحلّل الحيويّ لتصنيع الأجزاء المختلفة منه، مما سيسمح بتحلل الأطراف المبتورة بشكل آمن من دون التأثير على البيئة.
لكن الوصول إلى هذا الهدف لا يزال بحاجة إلى المزيد من البحث. يعمل الباحثون حالياً على إيجاد طرق جديدة لاستخدام الروبوتات الناعمة في مجالات مختلفة، مثل الروبوتات التي تجمع بيانات حيوية للعمليات العسكرية وتدمر نفسها ذاتياً بعد إتمام المهمة، أو الروبوتات المصممة للتحرك في داخل جسم الإنسان لتوصيل الأدوية والعلاجات إلى المناطق المستهدفة بدقة.
تم تسليط الضوء على هذا الروبوت المبتكر في دراسة حديثة نُشرت في مجلة Advanced Materials المتخصصة في المواد المتقدمة.