من المتوقّع أن تشهد أعمال شركة ستارلينك للأقمار الاصطناعية التابعة لإيلون ماسك طفرة كبيرة في حال فوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأميركيّة. حيث يرى العديد من الخبراء في المجال أن ترامب يفضّل الاستثمار في الفضاء، ما يعني أن هذه الشركة قد تحصل على عقود وتمويلات بمليارات الدولارات من الحكومة الفيدرالية.
لطالما دعم ترامب قطاع الفضاء والدفاع وأبدى استعداده لتخصيص ميزانيات ضخمة لمنشآت الأمن الوطني في الفضاء. كما أشارت بعض الأوساط الجمهورية إلى إمكانية حصول "ستارلينك" على جزء من التمويل المخصص لتوسيع خدمات الإنترنت، والمقدر بـ42 مليار دولار، بهدف توفير الإنترنت للمناطق النائية. إنّ دعم ترامب لشركة "ستارلينك" قد يعزّز من مكانتها في مواجهة منافسين أقوياء مثل "أمازون"، خاصة وأن هذه الشركة تسعى بقوة للحصول على عقود أمنية بمليارات الدولارات خلال السنوات المقبلة.
النمو السريع لشركة "ستارلينك"
تدار شركة "ستارلينك" بشكل يومي من قبل غوين شوتويل، رئيسة شركة "سبيس إكس"، وقد حققت هذه الشركة نمواً هائلاً حيث أطلقت حتى الآن حوالي 6,400 قمر اصطناعيّ للإنترنت، وهو رقم يتجاوز بأكثر من عشر مرات عدد الأقمار الاصطناعيّة لأقرب منافسيها. وبالإضافة إلى خدمات الإنترنت، تعمل "ستارلينك" بشكل غير معلن على تعزيز قدراتها في مجال المراقبة، وهي خطوة قد تجعلها شريكاً لا غنى عنه للحكومة الأميركيّة في المستقبل.
ووفقاَ لأحد التنفيذيين السابقين في "سبيس إكس"، فإن إدارة ترامب ستسعى على الأرجح إلى تسهيل إنشاء مواقع إطلاق جديدة للشركة، ما سيسهم في تسريع توسع شبكة الأقمار الاصطناعيّة لستارلينك. ومن الجدير بالذكر أن ماسك قد دعم ترامب بمبلغ 75 مليون دولار لصالح حملة إعادة انتخابه، مع وعود بتبرعات إضافية لدعم الناخبين في الولايات المتأرجحة.
دعم ترامب لقطاع الدفاع الفضائيّ
شهدت شركة "ستارلينك" ازدهاراً خلال فترة رئاسة ترامب، حيث أظهر ترامب دعماً كبيراً لصناعة الفضاء، وأسس قوة الفضاء الأميركية كفرع جديد للجيش في عام 2019. ورغم أن ماسك عارض بعض سياسات ترامب سابقاً، إلا أنه دعم فكرة تأسيس قوة الفضاء باعتبارها خطوة منطقية لتعزيز الوجود الأميركي في الفضاء.
وفي عام 2018، وافقت لجنة الاتصالات الفيدرالية (FCC) على إطلاق أول مجموعة من أقمار "ستارلينك" الصناعية للإنترنت، رغم احتجاجات بعض المنافسين. وفي عام 2020، منحت وكالة تطوير الفضاء الأميركية (SDA) شركة "سبيس إكس" عقداً بقيمة 149 مليون دولار لتطوير أقمار اصطناعيّة لتعقّب الصواريخ، كما تعاونت الشركة مع مكتب الاستطلاع الوطني الأميركي في مشاريع سرية تهدف لتطوير قدرات المراقبة العسكرية.
نظام مراقبة عالميّ
تخطط شركة "ستارلينك" لإضافة أقمار اصطناعيّة جديدة تحت اسم "ستارشيلد" Starshield ، والتي تركز على مهام المراقبة والرصد. ويعتقد الخبراء في هذا المجال أن هذه الأقمار ستمكّن الشركة من تقديم مراقبة شبه لحظية لمواقع على سطح الأرض، ما يجعلها نظاماً مثالياً للأغراض العسكرية، ويتوقّع أن تصبح أكبر شبكة لمراقبة الأرض في حلول العام المقبل.
مسار جديد نحو الدعم الفيدراليّ
في حين أن شركة "ستارلينك "قد حقّقت إنجازات كبيرة، إلّا أن قطاع الأقمار الاصطناعيّة يعاني من هوامش ربح ضئيلة، ما يجعل من الصعب تقييم مدى جدوى العقود الحكومية المحتملة. وبينما اتّبعت إدارة بايدن نهجاً متحفّظاً تجاه الشركة، متسائلة عن قدرتها على تقديم سرعات إنترنت مستقرة، اتهم الجمهوريون الإدارة بممارسة التمييز ضد ماسك. ومن المتوقّع أن تكون هناك تغييرات كبيرة في توجيه التمويل الفيدرالي إذا فاز ترامب بالانتخابات، ما قد يزيد من فرص ستارلينك في الاستفادة من برامج الدعم لتوسيع خدمات الإنترنت.
في خطوة استعداداً للحصول على دعم جديد، قدّمت شركة "ستارلينك" طلباً للجنة الاتصالات الفيدرالية لزيادة عدد أقمارها الاصطناعيّة إلى حوالي 29,988 قمراً اصطناعيّاً.