النهار

الروبوتات لتعزيز الحضور المدرسي ومعالجة غياب الطلاب في بريطانيا
المصدر: النهار
تتجه المدارس البريطانية إلى اعتماد روبوتات تتيح للطلاب الحضور عن بُعد، بهدف معالجة مشكلة الغياب المتزايد وتعزيز اندماجهم في البيئة التعليمية.
الروبوتات لتعزيز الحضور المدرسي ومعالجة غياب الطلاب في بريطانيا
صورة تعبيرية
A+   A-
تناقش المدارس البريطانية مقترحاً استراتيجياً قد يُحدث تحولاً في نسبة الحضور المدرسي، إذ يُمكن استخدام الروبوتات لتعزيز حضور الطلاب وإتاحة الفرصة لهم للانضمام إلى الحصص الدراسية عن بُعد من مكان آمن. وقد برزت هذه الفكرة كجزء من استراتيجية مقترحة لمعالجة مسألة غياب الطلاب المتزايد، وهو الأمر الذي تفاقم بشكل ملحوظ منذ جائحة كورونا.

في مشروع تجريبي أُجري في منطقة "ويرال" في شمالي إنكلترا، أظهرت روبوتات "التواجد الافتراضي" فاعلية كبيرة، إذ ساهمت في زيادة حضور الأطفال بنسبة تصل إلى 21%؛ وذلك بحسب تقرير صادر عن مجموعتي "طفل الشمال" ومركز "حياة الشباب". ويعتمد هذا المشروع على روبوتات AV1 المطوّرة من شركة "نو أيزوليشن" (No Isolation) النرويجية، والتي تهدف إلى ربط الطلاب الغائبين بعملية التعلم، وتعزيز شعورهم بالانتماء، ودعم إعادة دمجهم في الفصول الدراسية.

وقد أظهرت البيانات من المشروع التجريبي في ويرال أيضاً أن استخدام الروبوتات ساهم في زيادة عدد ساعات التفاعل التعليمي للطلاب بنسبة 42%، كما ارتفعت ساعات المشاركة الاجتماعية بنسبة 40%. ويتمثل دور الروبوت في جلوسه مكان الطالب في الفصل الدراسي، فيما يتابع الطالب البثّ المباشر للدرس عبر جهاز لوحيّ من مكان آمن، سواءً أكان ذلك في المنزل أم في غرفة تدخّل خاصة في داخل المدرسة.

وأوضح التقرير بأن الهدف من استخدام روبوتات AV1 في ويرال هو التدخل قصير المدى، مما يمكّن الطلاب من العودة التدريجية إلى المدرسة والانخراط من جديد في التعلم. وقد أكدت آن لونغفيلد، رئيسة مركز حياة الشباب والمفوضة السابقة للأطفال في إنكلترا، أن تحسين نسبة الحضور المدرسي يتطلب استراتيجيات متنوعة تتناسب مع احتياجات الأطفال، وليس الاعتماد فقط على حلول واحدة للجميع.

وأشارت لونغفيلد إلى أن أسباب تغيّب الطلاب عن المدرسة غالباً ما تكون معقّدة، ولا يمكن حلها بحلول شاملة أو عقابية. وأكدت أن "النهج العقابي الذي اعتمدته الحكومات السابقة للتعامل مع الغياب يجب أن يصبح جزءاً من الماضي"، مشيرة إلى أن فرض الغرامات على أولياء الأمور ليس فعالاً في كثير من الحالات، ولا يُساهم في تقليل معدّلات الغياب الحادّة.

لكن الآباء في بريطانيا يواجهون غرامة قدرها 80 جنيهاً استرلينياً إذا تغيّب أبناؤهم عن المدرسة من دون إذن. وعند تكرار الغياب في غضون ثلاث سنوات، يتضاعف المبلغ إلى 160 جنيهًا. أما عند تكرار المخالفة بشكل مستمر، فقد يصبح الآباء عُرضةً للمحاكمة، مما قد يؤدي إلى غرامة تصل إلى 2500 جنيه استرليني.

وجاء التقرير بعد أن أظهرت أحدث البيانات من وزارة التعليم أن 2.1% من الطلاب، أي نحو 158,000 طالب في إنكلترا، كانوا "غائبين بشكل حاد" خلال فصلي الخريف والربيع من العام الدراسي 2023/2024؛ وهي نسبة تضاعفت مقارنة بنفس الفترة من العام الدراسي 2018/2019، أي قبل الجائحة.
وصرح مارك مون ويليامز من مجموعة Child of the North بأن الأزمة في الحضور المدرسي تتجاوز الأرقام، إذ تمثل فرص حياة آلاف الأطفال. وأضاف: "عندما لا يكون الأطفال في المدرسة، فهم لا يغيبون فقط عن الدروس، بل يتعرضون أيضًا لمخاطر محتملة ويفقدون فرصاً لتطوير صحي وسليم".

يعكس هذا المقترح الأهمية الكبيرة للتكنولوجيا في معالجة قضايا التعليم؛ فالحضور المدرسي ليس مجرد التزام بل هو حجر الأساس في تحقيق تنمية صحية وتعليمية للطلاب؛ ويُعدّ استخدام الروبوتات حلاً مبتكراً قد يسهم في معالجة التحديات المعاصرة.

اقرأ في النهار Premium