أعلنت "ألفابت"، الشركة الأم لـ"غوغل"، عن نتائج قوية للربع الثالث، إذ ارتفعت إيراداتها بنسبة 15 في المئة على أساس سنوي إلى 88,3 مليار دولار، مدعومة بالأداء القوي من أنشطتها الإعلانية والنمو في الخدمات السحابية.
فقد ارتفع صافي دخل شركة التكنولوجيا العملاقة بنسبة 34 في المئة إلى 26,3 مليار دولار، في حين ارتفعت الأرباح لكلّ سهم بنسبة 37 في المئة إلى 2,12 دولار.
وتوسعت هوامش التشغيل بشكل كبير، إذ ارتفعت بنسبة 4,5 نقاط مئوية إلى 32 في المئة، ما يعكس تحسّن كفاءة التكلفة في واحدة من أكبر شركات العالم.
وقال الرئيس التنفيذي للمجموعة سوندار بيتشاي "إن التزامنا بالابتكار، فضلاً عن تركيزنا واستثمارنا على المدى الطويل في الذكاء الاصطناعي، يؤتي ثماره مع استفادة المستهلكين والشركاء من أدوات الذكاء الاصطناعي لدينا".
وأظهرت النتائج أنّ "غوغل" تحافظ على مكانتها الرائدة على الرغم من القلق من تأخر المجموعة المشغّلة لأبرز محركات البحث الإلكترونية في سباق الذكاء الاصطناعي.
تواجه "غوغل" أيضاً ضغوطاً متزايدة، إذ تواجه منافسة متزايدة في قطاع الإعلانات مع مجموعة واسعة من المنصات. لكنّ المحللة الرئيسية في "إي ماركتر" إيفلين ميتشل وولف قالت إن الشركة أثبتت أن دفاعها "محكم، وأنها تتجه إلى موسم أعياد نهاية العام في وضع جيد للفوز بميزانيات الإعلانات".
كما أجابت الشركة على أسئلة حول ما إذا كان محرك البحث الخاص بها سيصمد في وجه الشعبية المتزايدة لروبوتات الدردشة المولدة للذكاء الاصطناعي مثل "شات جي بي تي"، والتي يمكنها الإجابة مباشرة على الكثير من الاستفسارات بما يغني عن الاستعانة بمحركات البحث على الإنترنت.
رداً على هذه الضغوط، أعادت "غوغل" في وقت سابق من هذا الشهر ترتيب هيكلية العمل في محرك البحث التابع لها، واستبدلت رئيس القسم بعد مهمة استمرت أربع سنوات.
كما نقلت الشركة فريق روبوت الدردشة "جيميناي" الخاص بها إلى قسم "غوغل ديبمايند" "Google DeepMind"، ما أدّى إلى فصله عن مجموعة البحث.
قال بيتشاي إن خاصية "إيه آي أوفرفيوز" التي تعرض لمحة موجزة من المعلومات في أعلى صفحة النتائج على محرك البحث، أثبتت نجاحها وباتت متاحة لمليار مستخدم في أكثر من 100 دولة.
وأضاف بيتشاي للمحللين "نحن بالتأكيد نوسّع ما هو ممكن في البحث وكان من المشجع حقاً أن نرى المستخدمين يتكيّفون مع ذلك".
وحققت خدمة الحوسبة السحابية "غوغل كلاود" "Google Cloud" أداء لافتاً في الفترة من حزيران (يونيو) إلى أيلول (سبتمبر)، إذ قفزت الإيرادات بنسبة 35 في المئة إلى 11,4 مليار دولار، مدفوعة بزيادة اعتماد الحلول والبنى التحتية المرتبطة بالذكاء الاصطناعي.
توفر هذه الخدمة، التي لا تزال متأخرة عن منافستيها التابعتين لمجموعتي "أمازون" و"مايكروسوفت"، للشركات قوة في الحوسبة وتخزين البيانات وأدوات للذكاء الاصطناعي عبر الإنترنت.
ارتفاع سعر السهم
نمت خدمات "غوغل" الأساسية، والتي تشمل محرك البحث ومنصة "يوتيوب" ومنتجات إعلانية أخرى، بنسبة 13 في المئة إلى 76,5 مليار دولار.
حققت منصة "يوتيوب" إنجازاً مهماً، إذ تجاوز إجمالي إيرادات الإعلانات والاشتراكات 50 مليار دولار على مدار الأرباع الأربعة الماضية لأول مرة.
بعد نشر هذه النتائج، ارتفع سعر سهم "غوغل" بنسبة خمسة في المئة في تداولات ما بعد ساعات العمل.
على الرغم من الأرباح القوية، تواجه الشركة تحديات قانونية كبيرة، على الأقل في الأمد البعيد.
في آب (أغسطس)، وجد قاضٍ فدرالي أن "غوغل" تمارس احتكاراً غير قانوني من خلال محرك البحث التابع لها، فيما أشارت الحكومة الأميركية إلى أن تفكيك الشركة العملاقة قد يكون خياراً مناسباً.
كذلك تواجه "غوغل" دعوى قضائية منفصلة لمكافحة الاحتكار، ما يهدد هيمنتها على قطاع الإعلان عبر الإنترنت.
إلى ذلك، تلقت الشركة أمراً قضائي بفتح الهواتف الذكية التي تعمل بنظامها التشغيلي "أندرويد" لمتاجر التطبيقات المنافسة، في أعقاب قضية رفعتها شركة "إبيك غايمز"، إلا أن هذا القرار معلق حالياً في انتظار الاستئناف.
في حين من المتوقع أن تستغرق هذه المعارك القانونية سنوات لحلها، تثار تساؤلات تشكك باستراتيجية الشركة طويلة الأمد واعتمادها الكبير على عائدات إعلانات محرك البحث.