في أحدث مقابلة له، توقّع إيلون ماسك بأن عدد الروبوتات سيصبح أكثر من عدد البشر في حلول عام 2040، حيث تحدث عن مستقبل الذكاء الاصطناعي والروبوتات في ظهور افتراضي بمؤتمر "مبادرة مستقبل الاستثمار" (FII) الثامن، الذي انطلق يوم الثلاثاء في الرياض. وخلال المقابلة، أجاب ماسك على أسئلة طرحها الدكتور بيتر ديامانديس، المؤسس والرئيس التنفيذي لمؤسسة "إكس برايز" غير الربحية، والتي تهدف لتعزيز الابتكار من خلال مسابقات عامة.
في بداية الحوار، أشار ماسك إلى الانتخابات الأميركية، لكنه سرعان ما تم توجيهه نحو التحدث عن قدرات الذكاء الاصطناعي المستقبلية. وحين سُئل عن رأيه في احتمالات الأضرار المحتملة للذكاء الاصطناعي، عدّل ماسك موقفه السابق مشيراً إلى أن هناك احتمالية بين 80 في المئة و90 في المئة أن يكون التأثير المستقبلي للذكاء الاصطناعي إيجابياً، بينما تصل نسبة المخاطرة إلى 10 حتّى 20 في المئة.
وتوقع ماسك أن القدرات الذكائية للذكاء الاصطناعي تتضاعف بمعدل 100 ضعف سنوياً، حيث من المتوقع أن يكون الذكاء الاصطناعي أفضل بعشرة آلاف مرة خلال السنوات الأربع القادمة. وأضاف أن الذكاء الاصطناعي سيمكّنه قريبًا من القيام بأيّ شيء يمكن للبشر فعله، وربما يتمتع بقدرة "الجميع مجتمعين" في حلول عام 2028، ما سيقود إلى وفرة اقتصادية وانخفاض كبير في التكاليف الهامشية.
الروبوتات أكثر من البشر
انتقل ماسك للحديث عن الروبوتات، حيث يعتقد أنه سيكون هناك عدد من الروبوتات يفوق عدد البشر في حلول عام 2040، مع توقّعه بأن يصل عدد الروبوتات البشرية إلى 10 مليارات على الأقل. وستكون هذه الروبوتات من إنتاج شركة "تسلا" بسعر ميسّر يصل إلى ما بين 20 و25 ألف دولار. ومن المتوقع أن يبدأ الإنتاج المحدود لروبوت "أوبتيموس برايم" العام المقبل على أن يصل الإنتاج الضخم في حلول 2026.
وفي معرض حديثه عن القضايا المستقبلية التي تقلقه، حذّر ماسك من التهديد الوجودي الذي يمثله الذكاء الاصطناعي، ولكنه أكد أن التهديد الأهم هو انخفاض معدلات الولادة عالمياً. وأشار إلى أن تراجع أعداد السكان يُعدّ مشكلة كبيرة ينبغي على الدول معالجتها، وأن السياسات وحدها لن تكون كافية لضمان بقاء البشرية.
تدريب الذكاء الاصطناعيّ وسلامته
وللحد من احتمالات حدوث نتائج كارثية، دعا ماسك إلى بناء ذكاء اصطناعي يسعى للحقائق. وقد أسس شركته الناشئة "إكس إيه آي" لتحقيق هذا الهدف، حيث ينتقد ماسك ما وصفه بتدريب النماذج الحالية للذكاء الاصطناعي على الالتزام بالصواب السياسي، مشيرًا إلى أن النماذج قد تتبنى أفكارًا غير واقعية وحتى "عدمية". وأكد ماسك على ضرورة بناء ذكاء اصطناعي محب للبشرية ومهتم بمصلحتها.
وتوقع ماسك أن تمتلك جميع الدول مجموعات الذكاء الاصطناعي الخاصة بها مع مرور الوقت، لكن في الوقت الحالي، لا يزال التدريب على هذه النماذج يتطلب مهارات تقنية متقدمة ولا يمكن للشركات العادية التعامل معها.
الرحلة إلى المريخ
أمّا في ما يتعلق بمستقبل شركته "سبايس إكس"، فقد كشف ماسك عن خططه لإطلاق مركبة فضائية غير مأهولة إلى المريخ خلال أكثر من سنتين بقليل، على أن ترسل البشر إذا سارت الرحلة الأولى بنجاح. لكنه حذّر من أن الإفراط في التشريعات والتنظيمات قد يؤخّر تقدم التقنيات الكبرى. وأعرب عن خشيته من أن تؤخّر القوانين مشاريع كبرى مثل السفر إلى المريخ.
سيارات ذاتيّة القيادة
وفي ما يتعلق بسيارات "تسلا" ذاتية القيادة، أكد ماسك أن التكنولوجيا باتت متوفرة، مشيراً إلى أن سيارات الأجرة ذاتية القيادة ستبدأ العمل دون إشراف بشريّ في الولايات المتحدة العام المقبل، وستنطلق في كاليفورنيا ثم تكساس. وأكد ماسك أن سيارات "تسلا" ستكون أكثر أمانًا من القيادة البشرية مع تحديث برمجي بسيط، مضيفًا أن الإنتاج المتوقع للسيارات ذاتية القيادة كليًا، دون عجلات قيادة أو دواسات، سيبدأ في نهاية 2026، وقد تسهم هذه التقنية في إنقاذ أكثر من مليون حياة سنوياً.
وأشار ماسك إلى خطط لطرح 9.5 ملايين سيارة ذاتية القيادة على الطرق العام المقبل، مع هدف نهائي للوصول إلى 100 مليون سيارة، ما قد يجعل شركة "تسلا" تقدر بـ5 تريليون دولار.
مبادرة مستقبل الاستثمار
مبادرة "مستقبل الاستثمار" هي منتدى عالميّ غير ربحيّ يستهدف مناقشة أربعة محاور رئيسية: الذكاء الاصطناعي والروبوتات، التعليم، الرعاية الصحية، والاستدامة، وتأثيرها المستقبلي على البشرية. وتحت شعار "آفاق لا نهائية: الاستثمار اليوم، تشكيل الغد"، يجمع المنتدى بين قادة الفكر العالميين لمشاركة رؤى عالمية وفتح آفاق جديدة لتقدم البشرية وابتكارات ذات أثر كبير.