على الرغم من انسحاب بعض المعلنين الديموقراطيين، بما في ذلك حملة كامالا هاريس الرئاسية، من منصة "إكس" تماماً، إلّا أن قلة منهم لا تزال تواصل الإعلان هناك. فمنذ استحواذ الملياردير إيلون ماسك على منصة "إكس"، التي كانت تُعرف سابقًا بـ"تويتر"، باتت المنصة تتّجه بشكل واضح نحو الخطاب المحافظ. فقد دعم ماسك ترامب علناً عبر تنظيم حملات لجمع التبرعات لصالحه، ومشاركته في حشد المؤيدين خلال فعالياته، ويبدو أن لترامب مكاناً محتملاً في حكومة ماسك لو فاز في الانتخابات المقبلة.
لكن، مع كل هذه المستجدات، لم يمنع ذلك بعض الديموقراطيين من الاستمرار في الإعلان على "إكس". فعلى سبيل المثال، قام النائب كولين أولريد بإطلاق إعلانات خلال هذا الشهر لجمع التبرعات، في محاولته لهزيمة السيناتور تيد كروز في سباق مجلس الشيوخ في تكساس. وبلغت نفقات إعلانات حسابه على "إكس" حوالى 322 ألف دولار هذا العام، وفقًا لتقرير إفصاح الإعلانات السياسية في الولايات المتحدة.
من جانب آخر، نشر السيناتور جون تيستر من ولاية مونتانا إعلاناً مميزاً يشبه رسالة من تطبيق "نوتس" على الآيفون، يظهر فيها وهو يحمل برطماناً مخللاً، ويعلّق قائلاً: "لا يمكننا إنكار الأمر – نحن في ورطة"، كإشارة تهدف لجمع التبرعات لحملته الانتخابية. وقد بلغت نفقات حسابه على "إكس" حوالى 259 ألف دولار منذ بداية العام.
"إكس" كساحة رئيسية للأخبار
يرى خبراء الإعلانات السياسية أن منصة "إكس" لا تزال أداة مهمّة للوصول إلى الناخبين في فترة الانتخابات الحرجة، حيث أن الشخصيات المؤثرة ما زالت تستخدمها، وتُعتبر من أولى المنصات التي يقصدها الناس من جميع التوجّهات السياسية لمتابعة الأخبار العاجلة. حتى أن كامالا هاريس تواصل النشر بانتظام على "إكس" رغم توقف حملتها عن شراء الإعلانات هناك.
وأشارت الرئيسة التنفيذية لمنصة "إكس"، ليندا ياكارينو، في تغريدة لها خلال شهر آب (أغسطس) إلى أن 37 مليون ديموقراطي و32 مليون جمهوري و34 مليون ناخب متأرجح يستخدمون المنصة، وذلك وفقاً لبيانات شركة Causeway Solutions المتخصصة في تحليل البيانات. وفي هذا السياق، قال تايلر غولدبرغ، مدير الاستراتيجية السياسية في وكالة Assembly Global : "قد يشعر البعض بالراحة أكثر عند الإعلان على "إكس"، لكن هذا لا يعني ترك الساحة مفتوحة أمام الطرف الآخر".
من ناحيته، قال مايك نيليس، الرئيس التنفيذي لشركة Authentic للحملات الديموقراطية، إن منصة "إكس" كانت فعّالة في حملات جمع التبرعات لبعض الشخصيات الديموقراطية المعروفة، مؤكّداً على أن هذه المنصة برغم تحدّياتها تظل توفّر ديناميكية فريدة، خصوصاً وسط معركة انتخابية محتدمة.
جهود "إكس" لجذب المعلنين السياسيين
قامت منصة "إكس" ببذل جهود حثيثة لجذب المعلنين السياسيين، ففي العام الماضي، نظّمت لقاءً خاصاً في فندق ريغز في واشنطن العاصمة، حيث جمعت مسؤولين بارزين من الحملات السياسية للطرفين، واستعرضت فيه ميزات جمهورها وتطور عروض الإعلانات المتاحة، وأوضحت استراتيجياتها لدعم الانتخابات الأميركيّة.
وقد أشار الحضور إلى ازدحام القاعة بممثلي الوكالات السياسية ومشرفي الحملات من كلا الطرفين، وسط إجراءات أمنية مشدّدة شملت التحقق من الهويات وحظر تسجيل اللقاء لضمان السرّية.
تراجع إيرادات الإعلانات السياسية على "إكس"
ووفقاً للتقارير، فإن حجم الإنفاق الإعلاني من الحسابات الجمهورية على منصة "إكس" يتفوق كثيراً على حجم الإنفاق من الحسابات الديموقراطية، حيث أنفق حساب @TeamTrump وحده ما يقرب من مليون دولار هذا العام. كما أنفق حسابا @tedcruz و@RandPaul وغيرهما من الجمهوريين مبالغ تفوق نصف مليون دولار. وفي المقابل، بلغ إجمالي الإنفاق الإعلاني لجميع المعلنين السياسيين حوالى 15 مليون دولار فقط هذا العام، وهو ما يعدّ بعيداً عن هدف الـ 100 مليون دولار الذي حدّدته المنصة لدورة الانتخابات الرئاسية لعام 2024.
تجدر الإشارة إلى أن الإنفاق على الإعلانات السياسية على منصة "إكس" كان تاريخياً منخفضاً، حيث حققت المنصة أقل من 3 ملايين دولار في إعلانات انتخابات الكونغرس النصفية لعام 2018. وتوقفت "تويتر" عن قبول الإعلانات السياسية في عام 2019، غير أن ماسك ألغى هذا القرار العام الماضي.
ومع هذا التراجع في الإيرادات، تأمل منصة "إكس" في استعادة جزء من الإيرادات المفقودة خلال موسم الانتخابات، خصوصاً بعد تراجع العديد من العلامات التجارية الكبرى عن الإعلان على المنصة، وسط مخاوف تتعلق بسياسات الإشراف على المحتوى، والجدوى العامة للمنصة.