تراجعت أسهم شركة "أبل" بنسبة 1.6٪ على الرغم من تحقيقها أرباحاً جيدة، وذلك بعدما قدمت الشركة إرشادات حذرة للربع الحاسم الذي يشمل موسم العطلات. يعود هذا الحذر إلى عدم اليقين حول كيفية تأثير طرح ميزات الذكاء الاصطناعي الجديدة على مبيعات أجهزة "آيفون" وغيرها من المنتجات، وهو ما زاد من تعقيد النتائج الفصلية التي جاءت قوية إلى حد كبير.
جاء توقع الشركة لنمو الإيرادات بنسب منخفضة إلى متوسطة خلال الربع الحالي أقل بقليل من أعلى التوقعات التي كانت تنتظرها وول ستريت. وكانت التقديرات المتوافقة مع توقعات السوق قد أشارت إلى أن الإيرادات قد تصل إلى حوالي 128 مليار دولار في هذا الربع، مما يمثل زيادة بنسبة 7٪ عن نفس الفترة من العام الماضي، بناءً على التوجيهات المحدودة التي قدمتها الشركة يوم الخميس. وتُعتبر "أبل"، الشركة المدرجة ذات القيمة الأعلى في العالم، إحدى الشركات الكبرى التي أعلنت عن نتائج مالية متباينة هذا الأسبوع، حيث تجاوزت جوجل وأمازون التوقعات بينما أخفقت مايكروسوفت وميتا، مما أثر سلباً على الأسهم الأمريكية يوم الخميس.
ورغم تحقيق "أبل" نمواً قوياً في عائدات أجهزتها وخدماتها، إلا أن مبيعاتها في منطقة الصين كانت مستقرة مقارنة بالعام السابق. وكان المحللون يترقبون أولى الإشارات حول أداء مبيعات "آيفون 16" المجهز بميزا "ذكاء أبل" Apple Intelligence الجديدة. وبلغت إيرادات الشركة 94.9 مليار دولار للربع المالي المنتهي في 28 أيلول (سبتمبر)، وهو ما تجاوز التوقعات البالغة 94.4 مليار دولار بقليل.
سجلت الأرباح المخففة للسهم الواحد 0.97 دولار بعد أن تكبدت الشركة مصاريف لمرة واحدة بقيمة 10.2 مليار دولار تتعلق بحكم ضريبي من الاتحاد الأوروبي صدر في وقت سابق من هذا العام. وبلغ صافي الدخل 14.7 مليار دولار، مقارنة بتوقعات المحللين التي قدرت صافي الدخل بـ 24.3 مليار دولار لو لم تكن هناك مصاريف الحكم الضريبي.
أما مبيعات "آيفون" فقد بلغت 46.2 مليار دولار مقارنةً بـ 43.8 مليار دولار في العام السابق. وقد حققت مبيعات "أبل" في الصين استقراراً سنوياً عند حوالي 15 مليار دولار، وهي نتيجة أفضل مقارنة بالتراجع الذي شهدته الشركة في الربعين السابقين من عام 2024. وأشار تيم كوك، الرئيس التنفيذي لشركة "أبل"، إلى أن تحسن معدلات صرف العملات الأجنبية وارتفاع مبيعات الهواتف الذكية وقاعدة المستخدمين المتزايدة ساهمت في الأداء المحسن للشركة في السوق الصينية.
كما بلغت إيرادات قطاع الخدمات، الذي يشمل متجر التطبيقات Apple Store وApple Pay، نحو 24.9 مليار دولار، بزيادة قدرها حوالي 12٪ عن العام الماضي. ويوم الإثنين، بدأت "أبل" في طرح ميزات الذكاء الاصطناعي من خلال تحديثات برمجية لأجهزة "آيفون" و"آيباد" و"ماك". وشملت أدوات "ذكاء أبل" الأولى، التي تتوفر مبدئياً باللغة الإنجليزية الأميركيّة فقط وعلى هواتف "آيفون 15" و"آيفون 16"، مساعد "سيري" المعاد تصميمه، بالإضافة إلى أدوات لتحرير الصور وكتابة النصوص تعتمد على الذكاء الاصطناعي.
وقد ذكر لوكا مايستري، المدير المالي لـ"أبل"، في تصريح لصحيفة "فاينانشيال تايمز"، أن مبيعات "آيفون 16" — أحدث طراز من هواتفها الذكية والذي تم طرحه في 20 أيول (سبتمبر) — تجاوزت مبيعات "آيفون 15" خلال أول ثمانية أيام من البيع في عام 2023. وأضاف مايستري أن العملاء يتفاعلون بشكل إيجابي مع ميزات الذكاء الاصطناعي الجديدة، حيث أقدموا على تنزيل نظام التشغيل الجديد، الذي يركز على الذكاء الاصطناعي، بمعدل يفوق ضعف معدل تنزيل التحديث البرمجي العام الماضي.
ومن المتوقع إطلاق المزيد من ميزات الذكاء الاصطناعي، مثل دمج "سيري" مع "شات جي بي تي" وإضافة ميزات لإنشاء الرموز التعبيرية والصور بالذكاء الاصطناعي، قبل نهاية العام الحالي. إلا أن المحللين شككوا في ما إذا كان هذا التحفيز المدعوم بالذكاء الاصطناعي سيؤدي إلى زيادة كبيرة في المبيعات خلال الربع الحالي.
ورفض كل من كوك ومايستري تقديم تفاصيل إضافية حول التأثير المتوقع لـ "ذكاء أبل" على مبيعات موسم العطلات نظراً لتوقيت إطلاق هذه الميزات. ومن المتوقع أن يتنحى مايستري عن منصبه كمدير مالي للشركة بداية عام 2025، ليحل محله كيفان باريخ، نائب رئيس "أبل" للتخطيط والتحليل المالي. وامتنع كوك عن التعليق على الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة. ترتبط سلسلة إمداد "أبل" بشكل كبير بالمصنعين الصينيين، وقد تعهد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية جديدة على الواردات إذا فاز بولاية ثانية. وقال كوك: "لا أود التكهن بمثل هذه الأمور".