في مؤشر آخر إلى التأثير الذي يتمتع به إيلون ماسك على الرئيس الأميركيّ المنتخب دونالد ترامب، انضمّ الرئيس التنفيذي لشركة "تسلا" إلى مكالمة بين الرئيس التنفيذي لـ"غوغل"، سوندار بيتشاي، وترامب.
قبل ليلة الانتخابات الحاسمة في الخامس من تشرين الثاني (نوفمبر)، سعى كبار المديرين التنفيذيين لبعض من أكبر شركات التكنولوجيا الأميركية، إلى التواصل مع ترامب، تحسباً لأي تطورات. فقد كشف ترامب نفسه عن محادثات جمعته مع تيم كوك، الرئيس التنفيذي لشركة "أبل"، حول تحدّيات الشركة القانونية في أوروبا. كما أعلن أن بيتشاي اتصل به "لإبداء الإعجاب". وأفادت شبكة "سي إن إن" أن آندي جاسي، الرئيس التنفيذي لـ"أمازون"، تحدث مع ترامب أيضاً.
ماسك كضيف على المكالمة
بحسب مصادر صحيفة "ذا إنفورميشن" The Information ، عندما اتصل بيتشاي بترامب لتهنئته بفوزه في الانتخابات على المرشحة الديموقراطية كامالا هاريس، كان هناك ضيف على الخط: إيلون ماسك. وتشير المصادر إلى أنّ ماسك، الرئيس التنفيذي لشركات "تسلا"، xAI، وSpaceX، استمع للمكالمة بين بيتشاي وترامب.
علاقة متينة مع الرئيس المنتخب
هذا التطور ليس مفاجئاً تماماً. فقد أصبح ماسك أخيراً شخصية قريبة جداً من ترامب، خصوصاً بعد تعيينه للمشاركة في قيادة لجنة جديدة تحت اسم "وزارة كفاءة الحكومة". كما أنّ لماسك حضوراً دائماً في مقر ترامب في "مارالاغو" بفلوريدا، حيث شارك في العديد من النقاشات الحساسة.
ماسك لم يكتفِ بالانضمام لهذه المكالمة، بل ظهر سابقاً في مكالمات بين ترامب ورؤساء دول، مثل الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي والرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
تساؤلات حول دور ماسك في سياسة التكنولوجيا
لكن انضمام ماسك للمرّة الأولى إلى مكالمة بين ترامب وأحد قادة التكنولوجيا الكبرى يثير تساؤلات حول دوره في تشكيل سياسات التكنولوجيا في ظل الإدارة المقبلة. فمن المعروف أنّ علاقة ماسك بـ"غوغل" ليست ودّية. تماماً مثل ترامب، انتقد ماسك "غوغل" بشدّة، متهماً محرك البحث بالتحيّز في نتائجه، زاعماً أنّ البحث عن ترامب يعرض أخباراً عن كامالا هاريس بدلاً من ذلك.
منافسة مباشرة مع "غوغل"
تتنافس شركات ماسك مع "غوغل" في مجالات متعددة، منها الذكاء الاصطناعي، السيارات ذاتية القيادة، والمنصات الرقمية ("إكس "مقابل "يوتيوب"). وفي وقت سابق من هذا العام، هاجم ترامب "غوغل" على منصته "تروث سوشيال"، واصفاً إياها بأنّها "آلة تدخّل في الانتخابات"، وتوعّد بفرض "عقوبات قاسية" على ما وصفه بـ"ممارساتها غير القانونية".
بينما تعكس المكالمة بين بيتشاي وترامب مساعي قادة التكنولوجيا للتواصل مع الإدارة الجديدة، فإنّ وجود ماسك كجزء من هذه الديناميكية يشير إلى دور أكثر تأثيراً قد يلعبه في صياغة سياسات التكنولوجيا خلال السنوات المقبلة.