مع تزايد الاعتماد على الذكاء الاصطناعي وتنامي المنافسة في سوق روبوتات الدردشة، تسعى الشركات الكبرى باستمرار إلى إدخال تحسينات مبتكرة تضمن لها البقاء في صدارة هذا المجال. وفي هذا السياق، أعلنت "غوغل" عن إضافة ميزة جديدة إلى روبوت الدردشة الخاص بها "جيمناي"، مستوحاة من واحدة من أبرز خصائص "شات جي بي تي".
أعلنت "غوغل" أن روبوتها للدردشة "جيمناي" أصبح قادراً على تذكّر اهتمامات المستخدمين وتفضيلاتهم الشخصية لتقديم إجابات مخصصة وأكثر دقة. هذه الميزة، التي بدأت بالانتشار بالفعل متاحة حالياً فقط لمستخدمي "جيمناي" المتقدّم.
تشبه هذه الميزة خاصية "الذاكرة" في "شات جي بي تي"، حيث يتمكن المستخدم من التحكم الكامل بالمعلومات المخزنة، بما في ذلك إمكانية عرضها وتعديلها أو حذفها. ومع ذلك، هناك فرق جوهري بين النظامين؛ في "جيمناي"، يتعين على المستخدم أن يطلب إلى الذكاء الاصطناعي بشكل يدوي حفظ المعلومة. على سبيل المثال، إذا كنت ترغب في أن يتذكر "جيمناي" سلالة كلبك، فعليك أن تقول له صراحة: "تذكّر أن كلبي هو يوركي، عمره أربع سنوات". أما في "شات جي بي تي"، فيتم حفظ هذه المعلومات تلقائياً عند تفعيل الميزة، ومن دون الحاجة إلى إخبار النظام بذلك صراحة.
التحكم أم السهولة؟
الميزة الجديدة توفر وقتاً كبيراَ للمستخدمين. فعندما تعود لاحقاً لتطلب توصية عن طعام الكلاب، سيأخذ "جيمناي" في الاعتبار المعلومات المخزّنة، وسيقدّم اقتراحات مخصّصة. مع ذلك، يفضّل بعض المستخدمين نهج "جيمناي"، الذي يمنحهم مزيداً من التحكم بما يتم حفظه، بينما يفضل آخرون نهج "شات جي بي تي"، الذي يوفر ميزة الحفظ التلقائي للمعلومات المهمّة.
يجدر بالذكر أن ميزة "الذاكرة" في "شات جي بي تي" يمكن إيقافها تماماً وتعديلها، كما أن الخدمة مجانية. في المقابل، يتطلب الوصول إلى "جيمناي" المتقدّم الاشتراك في خطة Google One AI Premium Plan، التي تكلّف 20 دولاراً شهرياً.
ميزات إضافية
تتضمن الخطة العديد من الفوائد إلى جانب ميزة "الذاكرة"، مثل الوصول إلى أدوات "جيمناي"، عبر تطبيقات الإنتاجية الخاصّة "غوغل"، مثل Gmail وDocs وSheets وSlides وMeet كما توفر الخطة 2 تيرابايت من التخزين، وميزات لتحرير الصور في Google Photos، والمزيد.
لمن يرغب في تجربة هذه الميزة قبل الاشتراك، تُقدّم "غوغل" فترة تجريبية مجانية لمدة شهرين. يمكن للمستخدمين المهتمين زيارة صفحة الاشتراك واستكشاف الخيارات المتاحة.
أيهما يناسب احتياجاتك؟
في الوقت الذي يقدّم فيه كلّ من "شات جي بي تي" و"جيمناي" مزايا قوية في مجال الذكاء الاصطناعي، يعتمد اختيار الأنسب على تفضيلات المستخدم. فإذا كنت تبحث عن تحكّم أكبر بالمعلومات التي يتم حفظها، فقد تجد "جيمناي" أكثر ملاءمة. أما إذا كنت تفضل المرونة وسهولة الاستخدام، فإن "شات جي بي تي" يوفر تجربة سلسة وبتكلفة أقلّ.
هذه التطورات تعكس التنافس المستمر في سوق الذكاء الاصطناعي، حيث يسعى كل طرف لتقديم تجارب مبتكرة تلبّي تطلعات المستخدمين، وتدفع حدود التكنولوجيا إلى آفاق جديدة.