تعمل شركة "أبل" على تطوير نسخة جديدة ومحسّنة من مساعدها الرقمي "سيري" تحمل اسم "LLM Siri"، وهي خطوة تهدف من خلالها الشركة إلى سدّ الفجوة مع منافسيها في مجال الذكاء الاصطناعي مثل "شات جي بي تي" من " أوبن إيه آي" وخدمات الذكاء الاصطناعي الأخرى. ومن المتوقع أن يتمّ الإعلان عن النسخة الجديدة في العام المقبل، على أن تُطرح للمستخدمين بحلول عام 2026.
التحديثات التقنية خلف "LLM Siri"
تعتمد النسخة الجديدة من "سيري" على نماذج لغة ضخمة (LLMs) تتيح للمساعد الرقمي القدرة على إجراء محادثات تفاعلية متكاملة وأكثر تطوراً، بالإضافة إلى معالجة الطلبات المعقّدة بشكل أسرع وأكثر دقّة. يهدف هذا التحديث إلى تقديم تجربة استخدام تقترب من النماذج الذكية الأخرى مثل "شات جي بي تي" و "جيماني" من "غوغل" .
وقد بدأت "أبل" بالفعل باختبار هذه التقنية على أجهزة "آيفون" و"آيباد" و"ماك" من خلال تطبيق منفصل، ولكن من المتوقع أن تحل هذه التكنولوجيا محل واجهة "سيري" الحالية بالكامل بحلول إطلاق التحديثات الجديدة لنظامي iOS 19 وmacOS 16، المقررة في عام 2025.
"سيري" ودخول "أبل" إلى عصر الذكاء الاصطناعي
تأتي هذه الجهود في إطار استراتيجية "أبل" لتعزيز موقعها في مجال الذكاء الاصطناعي، الذي تأخّر إطلاقها الفعلي فيه مقارنة بمنافسيها. في حزيران (يونيو) الماضي، أعلنت الشركة عن منصة "Apple Intelligence" كجزء من مساعيها في هذا المجال. ومع ذلك، اقتصرت التحديثات الأولية على تحسينات شكلية مثل تصميم جديد يظهر تفاعل المساعد الرقمي، بالإضافة إلى ميزات محدودة مثل إمكانية كتابة الأوامر بدلاً من النطق بها.
من خلال "LLM Siri"، تسعى "أبل" إلى تقديم تجربة أكثر طبيعية وتفاعلية تعتمد على أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي، مع التركيز على الخصوصية وسهولة التكامل مع التطبيقات الخارجية عبر ميزة "App Intents" .
مراحل الإطلاق والمخططات المستقبلية
تخطط "أبل" لإصدار النسخة الجديدة من "سيري" للمستخدمين في ربيع عام 2026. ومع ذلك، ستستمر الشركة في تحسين النسخة الحالية من "سيري" عبر تحديثات iOS 18 المقبلة. ويُتوقع أن تشمل هذه التحسينات استخدام بيانات المستخدم لتقديم سياق أكثر دقة للأوامر واستدعاء المعلومات مباشرة من شاشة المستخدم.
وبينما تعمل "أبل" على تطوير الجيل الجديد من "سيري"، ستوفر للمستخدمين إمكانية استخدام "شات جي بي تي" على منصة "Apple Intelligence" خلال الشهر المقبل.
بالإضافة إلى ذلك، تعتزم "أبل" تقديم خيارات أخرى من برامج الدردشة الذكية مثل "جيمناي" مستقبلاً، لكنها تسعى أيضاً إلى تطوير حلولها الداخلية لضمان التوافق مع معايير الخصوصية العالية التي تشتهر بها.
التحدّيات والطموحات
تأتي هذه الجهود بعد سنوات من محاولات "أبل" لإضفاء طابع محادثاتي على "سيري"، حيث واجهت تحدّيات تقنية وتنظيمية. ولتحقيق هذا الهدف، قامت الشركة بإعادة هيكلة فرق العمل المسؤولة عن تطوير "سيري"، ونقلها إلى قسم تصميم واجهات المستخدم بقيادة آلان داي، نائب رئيس التصميم التفاعلي في "أبل".
"أبل" تعي تماماً أن المنافسة في مجال الذكاء الاصطناعي تتطلّب تطوير حلول قوية ومبتكرة. ومن خلال هذه التحسينات، تأمل الشركة في أن تجعل "سيري" لاعباً رئيسياً في سوق الذكاء الاصطناعي المتسارع، مع التركيز على تقديم تجربة تفاعلية متكاملة تحترم خصوصية المستخدمين وتلبي تطلعاتهم المتزايدة.