في خطوة تهدف إلى الحفاظ على استمرارية تطبيق "تيك توك" في الولايات المتحدة في ظل تهديدات الحظر، يسعى شو تشيو، الرئيس التنفيذي للتطبيق الشهير، للحصول على مشورة من إيلون ماسك، الذي يعد أحد أقرب المستشارين للرئيس المنتخب دونالد ترامب. ووفقاً لما نشرته "وول ستريت جورنال"، بدأ تشيو بالتواصل مع ماسك خلال الأسابيع الأخيرة لمناقشة قضايا تتعلق بالإدارة الأميركية المقبلة وسياساتها التقنية.
"تيك توك" وشركتها الأم الصينية، "بايت دانس"، يأملان أن يساعد ماسك، الذي يمتلك منصة التواصل الاجتماعي المنافسة "إكس"، في إيصال وجهة نظرهم للإدارة الجديدة، في ظل التهديدات التي تواجه التطبيق بسبب مخاوف تتعلق بالأمن القومي".
تفاصيل التواصل بين تشيو وماسك
تشيو، الذي يعرف ماسك منذ عدة سنوات، طلب رأيه حول موضوعات تشمل الإدارة القادمة وسياسات التكنولوجيا المستقبلية. ومع ذلك، لم تتناول المحادثات بينهما خيارات واضحة أو مباشرة لإبقاء "تيك توك" يعمل في الولايات المتحدة. بحسب المصادر، تم إطلاع كبار التنفيذيين في "بايت دانس" على هذه المحادثات، وقد شعروا بتفاؤل حذر بشأن إمكانية إيجاد مسار لحل الأزمة.
إيلون ماسك، الذي يُقيم حالياً في منتجع مارالاغو الخاص بترامب في بالم بيتش منذ الانتخابات، يتمتع بنفوذ كبير في الدائرة المحيطة بالرئيس المنتخب. وقد شارك في مناقشات حول تعيينات المناصب الوزارية وكان جزءًا من اتصالات أجراها ترامب مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي والرئيس التنفيذي لشركة "ألفابت"، سوندار بيتشاي. هذا القرب من الإدارة الجديدة منح ماسك فرصة ليكون قناة اتصال غير رسمية بين الرؤساء التنفيذيين للشركات التقنية والرئيس المنتخب.
التحديات القانونية والضغوط السياسية
في عام 2020، وقع الرئيس ترامب أمراً تنفيذياً لحظر "تيك توك"، لكن هذا القرار أُحبط في المحاكم. خلال حملته الانتخابية الأخيرة، أظهر ترامب مواقف متناقضة تجاه التطبيق. وفي المقابل، وقّع الرئيس جو بايدن قانوناً في وقت سابق من هذا العام ينص على حظر "تيك توك" إذا لم تقم "بايت دانس" ببيع المنصة بحلول منتصف كانون الثاني (يناير). وقد رفعت "تيك توك" دعوى قضائية في أيار (مايو) الماضي، بحجة أن القانون ينتهك حقوق حرية التعبير لمستخدميها.
مؤيدو هذا القانون يرون فيه وسيلة لمنع التجسس المحتمل على الأميركيين والتأثير الصيني على المحتوى الذي يقدمه التطبيق. بينما تؤكد "تيك توك" أنها لن تستجيب لأي طلبات من الحكومة الصينية تتعلق بالمعلومات أو المحتوى.
استراتيجية "بايت دانس" قبل الانتخابات
قبل الانتخابات الأميركية، راهنت "بايت دانس" على عدة احتمالات، حيث التقت بمقربين من ترامب وأيضاً بأفراد من دائرة المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس. ومع ذلك، أكدت الشركة أنها لن تبيع عملياتها في الولايات المتحدة. وأوضح مصدر قريب من تيك توك أن الشركة تركز حالياً على الدعوى القضائية ضد التشريع الجديد، حيث يُتوقع أن تصدر محكمة الاستئناف الفيدرالية في واشنطن العاصمة قرارها بحلول أوائل كانون الأول (ديسمبر).
بينما تستمر "تيك توك" في الدفاع عن وجودها في السوق الأميركية، يظل مستقبلها معلقاً بين التحديات القانونية والسياسية، مع الأمل بأن يؤدي التواصل مع ماسك إلى تحقيق اختراق يساعدها على تجاوز هذه المرحلة الحرجة.