أعلنت شركة "إنتل" بالتعاون مع شركة "غوغل كلاود" Google Cloud اليوم عن الإطلاق العام لحالات الحوسبة السرية الجديدة المعتمدة على الجيل الرابع من معالجات Xeon من إنتل في مناطق خدمات عدّة حول العالم. هذا التطور يعكس التوسع السريع للحوسبة السرية، وهي تقنية تتيح تشفير البيانات أثناء معالجتها، ما يضمن بقاء المعلومات الحساسة آمنة حتى خلال استخدامها.
​
مفهوم الحوسبة السرية وأهميتها
الحوسبة السرية هي تقنية متقدمة أصبحت تحظى بشعبية متزايدة، حيث تقوم بتشفير البيانات أثناء معالجتها، ما يحول دون وصول غير المصرّح لهم إلى تلك البيانات. هذه التقنية تعتمد على إنشاء "بيئات تنفيذ موثوقة" Trusted Execution Environments تعمل على عزل البيانات ومنع الوصول غير المصرّح به، ما يعزّز خصوصية وأمان البيانات في بيئات الحوسبة السحابية والمتعدّدة المستأجرين.
يكتسب هذا النهج أهمية كبيرة لدى القطاعات التي تتعامل مع بيانات حساسة ومهمّة مثل قطاع الرعاية الصحية والمؤسسات المالية، حيث يعالج الثغرات التي كانت موجودة في أساليب التشفير التقليدية. وتشير "إنتل" إلى أنّ المؤسسات التي تحتاج إلى دمج مجموعات بيانات خاصة متعدّدة يمكنها استخدام الحوسبة السرية لإجراء تحليلات مشتركة أو تقديم خدمات الذكاء الاصطناعي السرية دون الكشف عن البيانات الخاصة لأيّ طرف.
​
الحلول التي تقدّمها "غوغل كلاود" و"إنتل"
تقدم "غوغل كلاود" من خلال حالات C3 الجديدة حلاً متقدماً يوفر خصوصية وسرية معتمدة على العتاد Hardware للعمليات الحساسة أو البيانات الخاضعة للرقابة. يتم تفعيل ذلك باستخدام تقنية Intel Trust Domain Extensions (TDX) التي تعتمد على العتاد لتعزيز خصوصية البيانات وأمانها من خلال إنشاء بيئات تنفيذ معزولة. هذه التقنية توفر حماية للعمليات الحساسة حتى ضمن بنية تحتية سحابية مشتركة.
البيانات والبرامج التي تعمل داخل الآلة الافتراضية VM تبقى معزولة تماماً عن البرامج الأخرى التي تعمل في السحابة، بما في ذلك تلك الخاصة بمستأجرين آخرين، إضافة إلى عزلها عن النظام الإداري لـ"غوغل" والحزمة السحابية الخاصة بها.
معالجات "إنتل" Xeon Scalable تقدم تحكمًا شاملاً في "حدود الثقة" للآلة الافتراضية، حيث تقوم بتشفير ذاكرة الآلة الافتراضية وتعزيزها من خلال الأجهزة المدمجة داخل المعالج. النتيجة النهائية هي أنّ العمليات الحساسة تبقى خاصة وآمنة حتى في السحابة العامة.
​
الاستفادة من آلية إثبات الثقة
بالإضافة إلى ذلك، توفّر حلول الحوسبة السرية من "إنتل" و"غوغل كلاود" ميزة "التوثيق عن بعد" (Remote Attestation) لبيئة التنفيذ الموثوقة. هذا التوثيق يوفر دليلاً تشفيرياً للمستخدمين بأنّ الآلة الافتراضية السرية أصلية، محدثة ومتوافقة مع السياسات المحددة، وأنّه قد تمّ إطلاقها باستخدام البرامج الثابتة الموثقة. هذه الآلية تعزز الثقة في أنّ الآلة الافتراضية تعمل بشكل صحيح وآمن.
كما يمكن للعملاء أيضاً الاستفادة من "سلطة الثقة من إنتل"Intel Trust Authority للتحقّق من صحة وسلامة الآلات الافتراضية المعتمدة على معالجات "إنتل". هذه السلطة توفر تقييماً مستقلّاً لسلامة الآلة الافتراضية السرية، بعيداً عن إدارة "غوغل كلاود"، ما يزيد من درجة الأمان والثقة لدى المستخدمين.
​
أهمية هذه التقنية
تمثل هذه الحلول خطوة مهمّة نحو تعزيز أمان وخصوصية العمليات الحساسة التي تتمّ في السحابة العامة. بفضل الحوسبة السرية وتقنيات مثل Intel TDX وIntel Trust Authority، يمكن للمؤسسات والشركات الاستفادة من قدرات التحليل والذكاء الاصطناعي المتقدّمة مع الحفاظ على سرية بياناتها. يُتوقّع أن تكون هذه التقنيات مفيدة بشكل خاص في القطاعات التي تتعامل مع كميات كبيرة من البيانات الحساسة مثل البنوك والمستشفيات، حيث توفر مستوى إضافيّاً من الأمان الذي يعزّز الثقة في البنية التحتية السحابية المشتركة.

باختصار، يشكّل التعاون بين "إنتل" و"غوفل كلاود" في هذا المجال تطوراً كبيراً نحو جعل السحابة العامة بيئة أكثر أماناً لحفظ ومعالجة البيانات الحساسة، مع ضمان أقصى مستويات الخصوصية والأمان.
​
​