تعتبر المعرفة هبة يجب صونها، فهي ليست مجرّد معلومات، بل إنها تمثّل قوة تساهم في تطوير الأفراد والمجتمعات. إلا أنّه لا يمكن حصر أهمية العلم بالمعرفة فحسب، بل يتجلّى دوره أيضاً في تعزيز مهارات الطالب الفكرية، بالإضافة إلى إيجاد حلول للمشكلات.
وفي عالم دائم التغيّر، يصبح العلم أداةً ضرورية لمواجهة التحديات، إذ إنه يمد الطالب بكل التجهيزات الضرورية ليكون أكثر استعداداً للمستقبل، وهو الأمر الذي يسلّط الضوء على أهميّة استغلال الطالب للمعلومات التي يتلقّاها واستخدامها في السياق الصحيح.
لسوء الحظ، يقع العديد من الطلاب في فخ عادات أكاديمية سيئة تؤثر سلباً على تحصيلهم الدراسي وقدرتهم على التركيز والتفوق. وللتحلّي بأداء أكاديمي سليم، من الأفضل الابتعاد عن العادات التالية، إذ يمكن أن تضر بتحصيل الطالب الدراسي وقدرته على التركيز والنجاح:
1. التأجيل والمماطلة: العدو الأول للإنجاز
من أبرز العادات السيئة التي يعانيها الكثير من الطلاب هي المماطلة وتأجيل المهام الدراسية. عندما يؤجّل الطالب واجباته أو دراسته إلى اللحظات الأخيرة، يجد نفسه مضطراً للعمل تحت ضغط الوقت، ما يقلّل من جودة عمله ويضعف قدرته على استيعاب المعلومات جيداً. إن التأجيل لا يؤدي فقط إلى تسرع في الأداء، بل يؤثر أيضاً على التركيز ويزيد من التوتر.
2. الإفراط في الاعتماد على التكنولوجيا: نعمة أم نقمة؟
بينما توفر التكنولوجيا إمكانيات هائلة في الوصول إلى المعلومات والتعلم عن بُعد، إلا أن الاستخدام المفرط لها قد يصبح عقبة. فالتنقل المستمر بين التطبيقات أو قضاء وقت طويل على وسائل التواصل الاجتماعي قد يؤدي إلى تشتت الذهن وانخفاض الإنتاجية. كما أن الاعتماد على التكنولوجيا دون استغلالها الصحيح للتعلم قد يؤدي إلى إهدار الوقت في التسلية بدلاً من الدراسة.
3. الإهمال الصحي: جسد سليم يعني عقلاً سليماً
إن الأداء الأكاديمي لا يعتمد فقط على القدرة العقلية بل يتأثر أيضاً بالصحة الجسدية. إن عدم تناول طعام صحي، السهر الطويل، وإهمال التمارين البدنية يمكن أن يؤدي إلى تراجع التركيز والإنتاجية. فالعناية بالصحة الجسدية من خلال النوم الكافي، النظام الغذائي المتوازن، وممارسة الرياضة بانتظام تعتبر من أساسيات الحفاظ على قدرة الدماغ على العمل بكفاءة.
4. تجنّب المشاركة الصفية: فرصة ضائعة للفهم
الصف ليس مكاناً للاستماع فقط، بل هو أيضاً ساحة للتفاعل وتبادل الأفكار. تجنّب الطالب للمشاركة في المناقشات أو طرح الأسئلة قد يحرمهم من فرصة الحصول على معلومات هامة أو فهم أعمق للمواد الدراسية، وتساعد المشاركة النشطة في الصف على تعزيز الفهم وتزيد من قدرة الطالب على التفكير النقدي.
5. عادات دراسية غير منتظمة: عدو الذاكرة
الدراسة غير المنتظمة أو المتقطعة تضعف من قدرة الطالب على الاحتفاظ بالمعلومات. ينصح الخبراء بتنظيم وقت الدراسة على مدار أيام الأسبوع بانتظام لتحقيق أفضل النتائج. فالدراسة المنتظمة تساعد في ترسيخ المعلومات في الذاكرة وتحسين أداء الطالب في الامتحانات.
6. سوء ترتيب الملاحظات: فوضى تؤدي إلى ضياع الوقت
الملاحظات العشوائية وغير المرتبة تجعل من الصعب على الطالب العودة إليها لفهم الموضوعات أو الاستعداد للاختبارات. يجب على الطالب الاهتمام بتنظيم ملاحظاته بطريقة مرتبة ومنظمة، حيث يمكنه العودة إليها بسهولة عند الحاجة.
7. سوء تنظيم الوقت: أساس الفشل الأكاديمي
إن عدم القدرة على تنظيم الوقت وتحديد الأولويات يعد من أكبر العوائق أمام النجاح الأكاديمي. يمكن أن يؤدي الفشل في إدارة الوقت إلى التأخر في تقديم الواجبات وتراكم المهام، ما يضع الطالب تحت ضغط كبير ويؤثر سلباً على صحته النفسية والأداء الدراسي.
8. التفكير السلبي: هزيمة ذاتية قبل البداية
يعتبر التفكير السلبي والتشاؤم من أكثر العوامل التي تؤدي إلى فشل الطلاب. عندما يشك الطالب في قدراته ويعتقد أنه غير قادر على النجاح، يصبح هذا الاعتقاد عائقاً أمام تحقيق أهدافه. الثقة بالنفس والتفاؤل هما مفتاح النجاح في أي مجال، بما في ذلك الدراسة.
9. تجنّب طلب المساعدة: فكرة خاطئة عن الاستقلالية
يعتقد بعض الطلاب أن طلب المساعدة قد يبدو كعلامة ضعف، لكن في الواقع، يعد طلب المساعدة من المعلّم أو الزملاء أمراً أساسياً لتحقيق الفهم العميق. لا يمكن للطالب حل جميع المشكلات بنفسه، وتبادل الأفكار مع الآخرين يمكن أن يسهّل الدراسة ويزيل العقبات التي قد تواجهه.
الختام: الصبر والمثابرة مفتاح النجاح
لا شك بأن الرحلة الأكاديمية مليئة بالتحديات، لكن النجاح يتطلّب من الطالب الصبر والمثابرة. فكل خطوة تُعتبر جزءاً من عملية التطور الشخصي والمهني. في النهاية، كما قال وينستون تشرشل: "النجاح هو الانتقال من فشل إلى فشل دون فقدان الحماسة". لذا يجب على الطالب أن يتعلّم من أخطائه ويواصل السعي نحو تحقيق أهدافه الأكاديمية والمهنية.
تويتر
فيسبوك
يوتيوب
انستغرام
مسنجر
واتساب
بريد إلكتروني
الطباعة
 مع الأمين العام السابق للأمم المتحدة كورت فالدهايم في باريس عام 1977. (أ ف ب)_130209.jpg?width=337&height=256&mode=crop&scale=both)
